كتب د.حاتم نظمي
صرحت الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط الجديدة بان التعيينات الجديدة سوف تكون بالكفاءة وليست الوساطة.ولاشك ان هذا الكلام والتصريح الخطير يبشر بالكثير من الخير والاصلاح الحقيقي الذي ينشده كل محب لمصر ولكن بشرط ان يتحقق علي ارض الواقع .
وهذا الكلام يحي الامل في نفوس الكثير من الشباب والكبار الذين اصابهم الاحباط واليأس لانهم سمعوا مثل هذا الكلام كثيرا وكنا نسمع مصطلح الشفافية في عصر مبارك كثيرا فيما نجد علي ارض الواقع صرخات لمئات الالوف وربما ملايين يعانون من مخالفة هذا الكلام وخاصة ان نسبة البطالة زادت كثيرا في مصر خاصة والعالم كله عامة واصبحت لاتوجد اسرة لاتعاني من البطالة.
ان حديث وزيرة التخطيط بصفتها احد أعضاء الحكومة يجب ان يتحول الي سياسة دولة وان يكون هدفنا بالمرحلة القادمة هو التعيينات بالكفاءة فقط ولا للوساطة والمحسوبية. وان نري ذلك مطبق فعليا وعلي ارض الواقع وليس شعارا فقط. وان يتم تعميم ذلك علي جميع المؤسسات والوزارات والشركات وكل اماكن العمل.
واتمني ان يتم تفعيل نصوص القانون الاداري وان تكون التعيينات بمسابقات شفافة ومحايدة وان يتم التفضيل في الاختيار طبقا لمعايير القانون الاداري وكما هو مطبق حرفيا باوربا وامريكا وان يكون التعيين للاعلي مؤهلا ثم الاعلي تقديرا فالاقدم تخرجا فالاكبر سنا . وان تساوي اي اثنيين في المؤهل والسن والسيرة المحمودة وحسن السمعة فيجب المساواة في التعيين.
اما ان يحصل احد الشباب علي تقدير امتياز او جيد جدا مع مرتبة الشرف ونجد آخر حاصل علي تقدير مقبول او نجح بعد رسوبه مرات عديدة وسنوات طويلة بالجامعة وبعد ذلك نجد هذا الراسب الفاشل في وظيفة مهمة ومكان مرموق وزميله المتفوق مصيره البطالة او نجد شخص حاصل علي درجة الدكتوراة في تخصصه وآخر حاصل علي الدرجة الجامعية الاولي فقط .
فهذا قمة الظلم ويسبب للشباب الاحباط وريما يجعل البعض منهم ليس لديه اي انتماء لما تعرض له من ظلم .
لابد من اعلان جميع مؤسسات الدولة وسلطاتها جميعا التنفيذية والتشريعية والقضائية انه لن تتم اية تعيينات الا بالكفاءة وبمسابقات عامة شفافة .
ونجد في الواقع كثيرا من قصص المفاضلة والإقصاء سببت الما يدمي القلوب للكثيرين ممن تفوقوا وتميزوا وتحملت اسرهم البسيطة الكثير وقدم تضحيات كبيرة لتعليم ابنائها ونجاحهم وتفوقهم ولكن لم يكن لتفوقهم اي اثر يذكر ودخلوا في طابور البطالة والمتعطلين مع ملايين سبقوهم فيما عمل آخرين ليس لهم اي مؤهلات او قدرات سوي وساطة قوية او محسوبية بالعمل في ارقي الاماكن واكثرها حساسية .
وجميعنا نعرف ان المجتمع قد تعايش مع هذه الصورة من الفساد وكان عضو البرلمان او اي صاحب منصب كبير ان لم يقم بتعيين اقاربه وجيرانه فان عائلته تنظر اليه علي انه مقصر وتقارنه بغيره ممن امطر واغدق علي عائلته واهله بكل الوظائف..واتمني ان نغير هذه الصورة وارجو من جميع اصحاب المواقع الحساسة والمرموقة ان يغيروا هذه الصورة وان يتم مساندة الدولة في مسعاها نحو تطهير الجهاز الاداري من آثار المحسوبية والوساطة .
ارجو ان يكون شعارنا ومنهج عملنا في الفترة القادمة ان الوظيفة للكفاءة فقط…وليست للواسطة او المحسوبية . وان يكون ذلك عن اقتناع حقيقي وان يتم تطبيقه علي ارض الواقع فعلا.
وتعالوا نتخيل كيف الحال لو ان كل كل منشاة طبية ومستشفي بها دكتور ممتاز وكل شركة صناعية وشركة مقاولات بها مهندس كفء وممتاز وكل مؤسسة صحفية واعلامية بها صحفي ممتاز وكل الهيئات القضائية بها أعضاء حاصلون علي اعلي التقديرات مع توافر باقي الشروط التي تتفق مع شروط العمل بالهيئات القضائية من السيرة الحسنة والسمعة الطيبة ….لاشك اننا سوف نكون بذلك قد قدمنا لدولتنا عمل ممتاز وخدمة جليلة ونحينا جانب قوي من الفساد وحاربناه .
ادعو الله ان يتم ذلك وان تحقق مصر المكانة التي تستحقها وان ترتفع درجاتها في سلم الدول في درجة الشفافية ومحاربة الفساد وان نري اولاد مصر وشبابها من افضل الناس في العالم.